الثلاثاء، 26 يوليو 2011

الحيتان وأشهرها الحوت الأزرق





الحيتان وأشهرها الحوت الأزرق




  الحوت هو أضخم حيوان يعيش على الكرة الأرضية، إذ يصل وزنه أحياناً إلى 150 طناً ، بعض أنواع الحيتان الزرقاء يتسع شريانها (الأورطي) لأن يزحف فيه رجل بالغ! تنتمي الحيتان حسب التصنيف العلمي إلى شعبة الثدييات المائية، فهي حيوانات وليست أسماكاً كما يظن البعض، وإن كانت تتخذ شكل الأسماك فذلك حتى تستطيع أن تسبح في الماء، وهي تفعل ذلك قريباً من السطح كي يتسنى لها أن تتنفس، إذ ان لها رئتين وليس خياشيم كما في معظم مخلوقات البحر المائية الأخرى. ويعيش في بحار العالم ومحيطاته نحو مائة نوع من الحيتان، بعضها في طريقه إلى الانقراض نهائياً بسبب الصيد والتلوث، وبعضها الآخر مازال يكافح في سبيل البقاء، ويعمد في ذلك إلى الهرب بعيداً عن الإنسان في غياهب المحيطات الكبرى مثل الأطلنطي والهادي، ولكن الصيادين يتعقبون الحيتان في كل مكان طمعاً في لحومها ودهونها (وعنبرها) بالذات

وتنقسم الحيتان إلى قسمين ذوات الأسنان وعديمة الأسنان، وينتمي الدلفين (صديق الإنسان) إلى النوع الأول، حيث يضم فكه السفلي عدداً متغيراً من الأسنان المدببة يصل إلى 200 سن أحياناً، وهو من أكثر الحيوانات ذكاء وظرفاً على وجه الأرض، إذ يعمد إلى حمل الغرقى من البشر فوق ظهره حتى يصل بهم إلى بر الأمان، مما ينفي الصورة المرعبة عن الحيتان باعتبارها وحوشاً مخيفة تبتلع السفن والبشر، فهي تبدو كالوحوش لكنها في الواقع وديعة كالحملان. والطريف أن الحوت وليس الخفاش هو الأقرب إلى تقنية (الرادار) التي عرفها الإنسان، فالحيتان تطلق موجات صوتية بالغة القوة الماء، تمكنها من التعرف على طريقها وتبين الحواجز التي تعترضها، كما أن الحيتان تستخدم هذه الموجات الصوتية في التفاهم فيما بينها، فهي بمثابة لغة من نوع ما للتخاطب والإشارة والتخدير والتزاوج أيضاً

الحوت الأزرق هو أضخم أنواع الحيتان على الإطلاق، نوع من الحيتان عديمة الأسنان عرف باسم (الحوت الأزرق) ويتميز هذا الحوت الأزرق بلون جلده الأزرق المائل الى الدكنة والمنقط بعدد من النقاط ، ويصدر عن هذه النوعية من الحيتان أصوات عميقة ومدوية ذات ذبذبات منخفضة تنتشر إلى مسافات بعيدة في الوسط المائي مما يمكنها من الاتصال ببعضها بعضاً عبر مئات الأميال. يتراوح طول الحوت الأزرق البالغ بين 20 متراً، و33 متراً، أما وزنه فبين 90 طناً و180 طناً، ورأس هذا الحوت وحده ربع طول جسده ، وهذا الحوت العملاق يتميز بالهدوء الشديد، وبالحياء والخجل، وهو يسبح على سطح مياه البحار والمحيطات بسرعة تتراوح بين 20 كيلو مترا في الساعة و50 كيلومترا في الساعة ويعيش في مجموعات صغيرة أو كبيرة ويتراوح عمر الفرد من أفراده بين 30 و80 سنة

ولبعض الحيتان منخار واحد فقط، والعضلات القوية للحوت الأزرق التي أعطته اسمه العلمي خاصة عضلات زعانفه الذيلية تعينه على المناورة بجثته الهائلة إلى أعلى وإلى أسفل وكائن بهذا الحجم العملاق لو عاش على الأرض لنسحق هيكله العظمى تحت وزنه الكبير، ومن هنا كانت حكمة الله البالغة في جعل الحيتان كائنات بحرية حتى يحملها ماء البحار والمحيطات، ولو قدر لكائن بهذا الحجم العملاق أن يحيا على اليابسة ما كان ممكناً له أن يجد على اليابسة طعاماً يكفيه. وكل شيء في الحوت الأزرق عملاق، فقلبه يزن 450 كيلو جراماً ويضخ (6400) كيلو جرام من الدم إلى مختلف أجزاء الجسم
وربما كان الحوت الذي سخره الله تعالى لابتلاع سيدنا يونس (عليه السلام) من نوع الحوت الأزرق الذي كان يملأ بحار ومحيطات الأرض في العصور القديمة، فأصبح يونس هو (صاحب الحوت) وأصبح الحوت رمزاً للوداعة والسلام!
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق